النُص الفاضى

"ماتبصش لنص الكوباية الفاضى ، بص للنص المليان"

جملة اتهرست من كتر استخدامها للتشجع على التفائل او الايجايبة، و واحدة من الاستخدامات دى هو استخدامها كرد يقفل الباب ف وش أي نقد سلبي، و مش هى بس.. لا فيه كمان "ده احسن من مفيش"، "انت كده مبتقولش غير كلام سلبى"، او الرد الامثل والاقوى "بدل ماتنتقد صلح انت بنفسك".

للاسف معظمنا بيبص للنقد باعتباره كلام سلبى ملوش لازمة وبيعطل المراكب السايرة، وأن الناقد شخص معقد وسلبى وباصص ع النُص الفاضى وبيعترض عشان يبين نفسه، وللاسف برضو فى ناس مستنية الكلام الايجابى والمدح بس، واول لما تخش فى الجزء التانى من النقد بتقلب وشها زى العيال، ومش بعيد يقلب عليك وينتقدك انت او يشكك فى دوافعك للنقد، او يرد عليك بواحد من الردود اللى فوق.

بس غالبا اللى بيقول نقده كامل مش بيقوله غير لانه بيحب اوى اوى الحاجة دى وهدفه الوحيد انه يشوفها احسن اى كانت الحاجة دى ايه سياسات بلده او نظام بيته او حتى اسلوبك انت كصديق، وما اسهل انه يجامل ويقول "الله ..حلوة خالص" ويسكت.

كمان فكرة لو شفت مشكلة صلحها انت ... مهو لو هيعرف يصلحها لوحده مكنش اتاخر ولا اتكلم من اساسه.

او الرد التعجيزى بتاع هتقول مشكلة يبقى تقولى حل، هو مش شرط يكون معاه حل ده دورى انا انى ادور على حل، هو يشكر خالص انه شاورلى على المشكلة.

طبعا حلو انك تبص لنص الكوباية المليان وتفرح وتتفائل وتبتسم وتشكر ربنا كمان عليه، لكن ده ميمنعش من حقيقة ان الكوباية مش مليانة، وانه فيه مشكلة عندى وهى نقص الكوباية والمفروض انى اسعي عشان املاها، وزى مابيقولوا ان اول خطوة للعلاج انى اعترف بوجود المشكلة، والنقد السليم ماهو الا مراية بتورينى الحقيقة بمميزاتها وعيوبها وبيعرفنى ان فيه مشكلة، لكن لو بصيت لنص الكوباية المليان بس عمرهها ما هتتملى، وعمرى ماهحس باحتياجى لإنى املاها اساسا.

حلو انك تبص على نص الكوباية المليان ، بس الاحسن انك تبص ع النص الفاضى برضو ...عشان تملاها